التعريف اللغوي
الهِبة:
هي العطيّة الخالية من الأعواض والأغراض، وكل ما وُهب لك من ولد وغيره فهو موهوب.
وَهَب لك الشيء يهبه وَهْباً ووهَبَاً وهِبة، والاسم المَوهِب والمَوهِبة.
والموهِبة:
الهِبة وجمعها مواهب.
والموهبة:
العطية.
المَوهَبة والمَوهِبة غدير ماء صغير، وقيل نُقرة في الجبل يُستنقع فيها الماء.
والمَوهِبة:
السحابة والجمع مواهب.
تعريف رينزولي:
يُعرِّف الموهبة بأنها التفاعل بين قدرات إنسانية ثلاثة، إذ يمكن للموهوب أن يتميز بواحدة منها أو أكثر مع توافر الحدّ الأدنى من بقية القدرات. وهذه القدرات هي:
قدرات فوق المتوسط: عامّة أو خاصة.
قدرات عالية من الالتزام بالمهمة (الدافعية والمثابرة).
قدرات عالية من الإبداع.
يُقصد بالقدرات العامة القدرة على معالجة المعلومات، والاستفادة من الخبرات السابقة في التكيُّف والتفكير المجرد، ويمكن أن تُقاس هذه القدرات باختبارات الذكاء أو التحصيل. أما القدرات الخاصة فيُقصد بها اكتساب المعرفة والمهارات والأداء في واحد أو أكثر من النشاطات المتخصصة في مجال محدد. ويُظهر الفرد طاقة عالية عند مواجهة مشكلة ما، تظهر على شكل التزام بأداء المهمة. أما الإبداع فهو إنتاج الشيء الجديد النادر المفيد سواء أكان فكراً أم عملاً، ويمكن أن يُقاس باختبارات الإبداع.
تعريف فرانسوا جانييه:
يرى جانييه أنّ الموهبة تظهر في مجالين:
المجال الفطري.
المجال المكتسب.
ويُعرَّف المجال الفطري للموهبة بأنّه امتلاك القدرات التي لم يتم التدريب عليها مسبقاً واستعمالها، والتعبير عنها بشكل عفوي (تُسمّى استعدادات فطرية أو مواهب) في واحد على الأقل من مجالات القدرة، لدرجة تكفي لوضع الطفل ضمن أعلى 10% من أقرانه. أمّا المجال المكتسب للموهبة فهو الإتقان المتميز للقدرات أو المهارات التي يتم تطويرها تدريجياً في واحد على الأقل من مجالات النشاط الإنساني، لدرجة تسمح بتصنيف إنجاز الطفل ضمن أعلى 10% بين أقرانه الذين يمارسون النشاط في المجال نفسه.
ويُقدّم جانييه من خلال نموذجه خمسة أبعاد للاستعدادات: الذكاء، والإبداع، والتفاعل الاجتماعي، والحس _ حركي، والبعد الخامس يتضمن جوانب أخرى عديدة. ويمكن ملاحظة ما سبق من الأبعاد في المهمات كافة التي يقوم بها الأطفال خلال وجودهم في المدرسة.
تعريف ستيرنبيرغ:
يرى ستيرنبيرغ أن الموهبة تتشكل من ثلاث قدرات:
قدرات تحليلية (ذكاء خارجي): ويتكون الذكاء هنا من التكيُّف الهادف، واختيار بيئات العالم الحقيقي المرتبطة بحياة الفرد. إذ تبدو معايير الذكاء من خلال:
القدرة على العمل اليومي، وأداء إنجاز متميّز دون تعلّم مسبق.
مقارنة سلوك الفرد مع السلوك المثالي للإنسان الذكي.
قدرات تركيبية (ذكاء داخلي): يرتبط الذكاء هنا بالمكونات الداخلية للفرد. ومكون الذكاء هو عملية معلوماتية أساسية تحدث داخل الفرد، وهو غير قابل للقياس غالباً، ويمكن أن يُفسَّر بالبصيرة.
استخدام مهارات التفكير لحل المشكلات العملية (ذكاء الخبرة): ويُقاس الذكاء هنا بمدى توافر المهارتين الآتيتين:
القدرة على التعامل مع المهمات الجديدة.
القدرة على معالجة المعلومات.
ويُشير ستيرنبيرغ إلى أن جزءاً مهماً من الموهبة يتمثل في القدرة على التنسيق بين القدرات الثلاثة السابقة، ومعرفة متى تُستخدم كل منها.
أهمية خصائص الموهوبين
أكدت حركة تربية الموهوبين أهمية معرفة الخصائص السلوكية للطلبة الموهوبين، وضرورة التوعية والتثقيف بهذه الخصائص، لكل من الطالب والأسرة والتربويين في المدرسة.
أهميتها بالنسبة للطالب
إنّ أهمية تعرُّف الطالب إلى الخصائص السلوكية التي يتميز بها الموهوبون تسهم في:
اكتشاف الذات وتحديد مجالات الاهتمام.
التخفيف من المشكلات والمعاناة التي قد يواجهها الموهوب جراء عدم تفهُّم الآخرين له.
التخفيف من حدة التأثر بسخرية الأقران.
أهميتها بالنسبة للأسرة
إنّ وعي الأسرة ومعرفتها بخصائص طفلها الموهوب يُسهم في:
تطوير قدراتها على ملاحظة هذه الخصائص والتعامل معها بإيجابية.
ملاحظة خصائص الموهبة لدى الطفل، ورصدها بهدف تنميتها وتطويرها، وتجنّب الممارسات الخاطئة التي قد تعيق تألُّقها.
تعزيز خصائص الموهبة لدى الطفل من خلال توفير المصادر، وإثراء البيئة المحيطة الداعمة لمجالات التميُّز
لديه، والعمل على توجيهه إلى النشاطات الملائمة.
ترشيح الطفل للبرامج التعليمية الخاصة بالموهوبين، والتعاون مع المؤسسة التعليمية في تربية الطفل
وتنشئته وتوجيه طاقاته.
أهميتها بالنسبة للتربويين
إن تطوير الوعي بالخصائص السلوكية الخاصة بالطلبة الموهوبين ومراعاتها في أثناء عملية التعلّم والتعليم يسهم في:
المساعدة في التعرف إلى الطلبة الموهوبين والكشف عنهم، واختيار البرامج التربوية والإرشادية الملائمة لهم.
تقديم خدمات تربوية ملائمة داخل الصف العادي تلبيّ حاجات الطلبة الموهوبين.
توعية المجتمع المحلي بخصائص الطلبة الموهوبين يساعد على فهم أفضل لطبيعة هذه الفئة، ودعم
تنشئتها.
أساسيات في الخصائص السلوكية
تُعّد الخصائص السلوكية خصائص طبيعية قد تتوافر لدى معظم الأفراد، ولكن تَظهر لدى الموهوبين أكثر تكراراً وشدة،حسب ما أظهرته الدراسات المتخصصة.
ليس بالضرورة أن يُظهر الطفل الموهوب جميع أبعاد الخصائص الواردة.
قد تتمايز الخصائص عند الأفراد من مرحلة عمرية إلى أخرى.
لكل طفل مجالات موهبة وتميُّز يتفرد بها، ويتمثل دور الأسرة والمدرسة والمجتمع في تنمية هذه الموهبة لدى كل منهم.
ليس بالضرورة ديمومة هذه الخصائص السلوكية عند الموهوب، فقد يطرأ عليها تغيّر تبعاً للنظام التعليمي وطبيعة
التنشئة والمؤثرات البيئية المختلفة.