المثنى
قد علمتَ أن الاسم ينقسم إلى: مفرد، ومثنى، وجمع، وقد تقدم بيان المفرد فلنتبعه ببيان المثنى.
فالمثنى هو: اسم يدل على اثنين أو اثنتين بزيادة ألف ونون أو ياء ونون في آخره.
فإذا أردنا أن نحصل على المثنى فالأمر سهل نأتي بالمفرد ثم نضيف في آخره الألف والنون، أو الياء والنون مثل: ( رَجُل- رَجُلانِ ) ( سَيَّارَة- سَيَّارَتَانِ ) ( دِرْهَم- دِرْهَمانِ ) ( بَحْر- بَحْران ) ( قَرْيَة- قَرْيَتانِ ).
ويلاحظ أن النون في المثنى مكسورة دائما.
والمثنى يرفع بالألف بدل الضمة، وينصب بالياء بدل الفتحة، ويجر بالياء أيضا بدل الكسرة.
مثل: جاءَ رَجُلانِ، وإعرابها: ( جاءَ ) فعل ماض مبني على الفتحِ، ( رِجُلانِ ) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى، فرجل يرفع بالضمة ورجلان يرفع بالألف، فالألف في المثنى نائبة عن الضمة.
ويلاحظ أن الاسم المفرد مثل رجل آخره تنوين نحو جاءَ رجلٌ، بينما في المثنى لا يوجد تنوين فلأجل الموازنة أضافت العرب حرف النون المكسور في آخر المثنى، فالنون المكسورة في المثنى هي عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
فلا تتوهم أن المثنى في قولنا جاءَ الرجلانِ مرفوع بالألف والنون، بل الألف فقط هي علامة الإعراب. وأما النون فهي عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
مثال: قال الله تعالى: ( قالَ رجلانِ من الذين يخافونَ ) وإعرابها: قال: فعل ماض مبني على الفتح، رجلانِ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
وأما في حالة النصب فالمثنى ينصب بالياء نيابة عن الفتحة مثل: أكرمَ زيدٌ الرجلينِ، وإعرابها: أكرمَ: فعل ماض مبني على الفتح، زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، الرجلينِ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
مثال: قال الله تعالى: ( مرَجَ البحرينِ يلتقيان ) وإعرابها: مرجَ: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل هنا لم يذكر في اللفظ أي هو مستتر فنقدره هو عائد على الله والتقدير: مرجَ الله البحرينِ، البحرينِ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم الفرد.
وأما في حالة الجر فالمثنى يجر بالياء نيابة عن الكسرة مثل: سلمَّ زيدٌ على الرجلينِ، وإعرابها: سلمَّ: فعل ماض مبني على الفتح، زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة ورفعه الضمة الظاهرة في آخره، على: حرف جر مبني على السكون، الرجلينِ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
مثال: قال الله تعالى: ( وقالوا لولا أُنزِلَ هذا القرآنُ على رجلٍ مِن القريتينِ عظيمٌ ) وإعرابها: مِن: حرف جر مبني على السكون، القريتينِ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
فتلخص أن المثنى: اسم يدل على اثنين أو اثنتين بزيادة ألف ونون في آخره في حالة الرفع، وياء ونون في حالتي النصب والجر، وأن النون المكسورة التي في آخره هي عوض عن التنوين في الاسم المفرد.