جمع المذكر السالم
قد علمتَ أنّ الاسم مفرد، ومثنى، وجمع، وقد تقدم بيان المفرد والمثنى فلنتبعه ببيان الجمع.
والكلمة قد تجمع بأكثر من طريقة نحو ( عاملون- عاملات- عمّال ) فلنبدأ ببيان جمع المذكر السالم.
وجمع المذكر السالم هو: اسم يدل على ثلاثة فأكثر بزيادة واو ونون أو ياء ونون في آخره.
فإذا أردنا أن نحصل على جمع المذكر السالم فالأمر سهل نأتي بالمفرد ثم نضيف في آخره الواو والنون أو الياء والنون.
مثل: ( مُفْلِح- مُفْلِحُوْنَ ) ( مُسْلِم- مُسْلِمُوْن ) ( لاعِب- لاعِبُونَ ) ( سارِق- سارِقُوْنَ ) (عِرَاقِي- عِرَاقِيُّوْنَ ) ( النجَّار- النجَّارُوْنَ ) ( الكاتِب- الكاتِبُوْنَ ) ( الراكِع- الراكِعُوْنَ ).
ويلاحظ أن النون في جمع المذكر السالم مفتوحة بخلاف المثنى فإنها فيه مكسورة.
وسُمي هذا النوع من الجمع بجمع المذكر لأن مفرده مذكر وليس مؤنثا، وسمي سالما، لأن المفرد لم تتغير هيئته عند الجمع وإنما يضاف عليه الواو والنون أو الياء والنون فلو لاحظتَ المثال ( عَاْمِل- عَاْمِلُوْنَ ) لوجدت المفرد حينما جمع قد حافظ على نفس ترتيب الحروف ونفس الحركات والسكنات وكذا في كل الأمثلة، ولكن لو لاحظتَ هذا المثال ( عَاْمِل- عُمَّاْل ) لوجدت أن المفرد حينما جمع لم يسلم من التغير.
ثم إنّ جمع المذكر السالم يرفع بالواو بدل الضمة، وينصب بالياء بدل الفتحة، ويجر بالياء أيضا بدل الكسرة.
مثل: جاءَ المسلمونَ، وإعرابها: ( جاءَ ) فعل ماض مبني على الفتحِ، ( المسلمونَ ) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، فالمسلم يرفع بالضمة، والمسلمونَ يرفع بالواو، فالواو نائبة عن الضمة.
ويلاحظ أن الاسم المفرد مثل مسلم آخره تنوين نحو جاءَ مسلمٌ، بينما في جمع المذكر السالم لا يوجد تنوين فلأجل الموازنة أضافت العرب حرف النون المفتوح في آخره، فالنون المفتوحة في جمع المذكر السالم هي عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
فلا تتوهم أن جمع المذكر السالم في قولنا جاءَ المسلمونَ مرفوع بالواو والنون، بل الواو فقط هي علامة الإعراب.
وأما النون فهي عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
مثال: قال الله تعالى: (قَدْ أفلحَ المؤمِنونَ) وإعرابها: أفلحَ: فعل ماض مبني على الفتح، المؤمنونَ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. وأما في حالة النصب فجمع المذكر السالم ينصب بالياء نيابة عن الفتحة مثل: أكرمَ زيدٌ المؤمِنينَ، ، وإعرابها: أكرمَ: فعل ماض مبني على الفتح، زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، المؤمِنينَ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
مثال: قال الله تعالى: ( وعدَ اللهُ المؤمِنينَ والمؤمناتِ جناتٍ) وإعرابها: وعدَ: فعل ماض مبني على الفتح، اللهُ: لفظ الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره، المؤمنينَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
وأما في حالة الجر فجمع المذكر السالم يجر بالياء نيابة عن الكسرة مثل: سلمَّ زيدٌ على المؤمِنينَ، وإعرابها: سلمَّ: فعل ماض مبني على الفتح، زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة ورفعه الضمة الظاهرة في آخره، على: حرف جر مبني على السكون، المؤمِنينَ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
مثال: قال الله تعالى: ( لقدْ مَنَّ اللهُ على المؤمِنينَ ) وإعرابها: مَنَّ: فعل ماض مبني على الفتح، اللهُ: لفظ الجلالة فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، على: حرف جر مبني على السكون، المؤمِنينَ: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.